وهو مرض فطري شائع بين الصقور يصعب علاجه وربما يؤدي إلى نفوق الصقر المصاب , ويعتبر صقر الجير والجير المهجن من أكثر الأنواع قابلية للإصابة بالمرض وربما يعود السبب إلى أن الصقور من هذا النوع مستوردة من بلدان باردة أو متجمدة وبالتالي فأن الأمراض الفطرية فيها تكون قليلة وهذا بدوره يؤدي إلى ضعف مناعة الصقر (الجير) للفطريات لعدم تعرضه لها سابقاً , ومن جهة أخرى يلعب الإجهاد الشديد الذي تتعرض له هذه الصقور في البلدان المستوردة لها وبالأخص دول الخليج العربي والتي تمتاز بمناخها الحار الرطب دوراً أساسياً في ارتفاع قابلية إصابتها بهذا المرض إضافةً إلى عوامل أخرى كغرف التربية والمقيض والتي غالباً ما تكون باردة ورطبة ومغلقة وغير نظيفة وهذه العوامل بجملتها تمثل البيئة المثالية الملائمة لنمو وانتشار الفطريات وبالتالي إصابة الصقور التي تربى داخل هذه الغرف , ومن المحتمل أن تكون الإصابة ببعض الأمراض والمسببات له دور مهم أيضاً في زيادة قابلية الإصابة ومنها الإصابة بديدان الرئة والتهاب الأكياس الهوائية والتسمم بالرصاص وسوء التغذية كنقص فيتامين ( أ ) ونقص فيتامين (ب1) واستخدام المضادات الحيوية بكثرة ولفترات طويلة إضافة إلى العوامل البيئية المجهدة كالرطوبة العالية والغبار والمواد العضوية المتحللة.
ينتقل مرض الرداد إلى الصقور أما عن طريق استنشاق الصقر للهواء الملوث بالأبواغ الفطرية أو الاتصال المباشر بين الصقور المريضة والصقور السليمة أو باستخدام أدوات الصقور المريضة كأواني الشرب والأوكار للصقور السليمة.
وقد تأخذ الأعراض المرضية لمرض الرداد أكثر من ( 6 ) أسابيع بعد الإصابة لتظهر على الصقر المصاب, بينما قد تتطلب أشهراً لتظهر في الصقور المصابة بالنوع المزمن من الرداد, ومن أهمها تغير لون البراز إلى الأخضر, صعوبة في التنفس, فقدان الشهية للطعام بشكل كلي أو أن يُقَطِع الطعام لقطع صغيرة بدون أن يأكله, تقيؤ الطعام بشكل مستمر, انخفاض وزن الصقر وإصابته بالكسل والهزال, ازدياد كمية البول (المادة البيضاء التي تخرج مع المحط), ضعف قدرة الصقر على الطيران وعدم تحمله للتمارين والإجهاد, انتفاخ وانسداد في الأنف, رشح سميك من فتحتي الأنف (المناسم) وانسدادها في أغلب حالات الإصابة, انتفاخ الجيوب الأنفية, أما إذا شملت الإصابة الجهاز العصبي فستظهر على الصقر المصاب علامات عدم انتظام الحركة والتواء الرقبة والرأس , فقدان التوازن, ارتعاش الرأس, ميلان الذيل على أحد الجانبين, نوبات من الصرع.
ويمكن تشخيص الإصابة بالرداد بعدة طرق أهمها (فحص القدرة على التحمل) ونقصد به مقارنة قياس معدل التنفس في الدقيقة الواحدة عندما يكون الصقر في حالة الراحة ثم بعد ذلك نُعرض الصقر للإجهاد لمدة نصف دقيقة (30 ثانية) بعدها يترك الصقر لمدة (2) دقيقة ليرتاح ثم نقيس معدل تنفسه مرة ثانية , فإذا لم يعد معدل تنفسه إلى حالته الطبيعية عندها من المحتمل أن يكون الصقر مصاباً بداء الرشاشيات (الرداد) كما تلعب الأعراض المرضية التي تظهر على الصقر المصاب دوراً أساسيا في تشخيص الإصابة, إضافة إلى استخدام الاجهزة الطبية كجهاز المنظار الذي يستخدم لفحص التجويف البطني ومعاينة الرئة والأكياس الهوائية وبقية أعضاء الجسم الداخلية وكذلك استخدام جهاز أشعة أكس (x-ray) وملاحظة سلامة الرئة والأكياس الهوائية وبقية أعضاء الجسم الداخلية, كما يمكن أخذ عينات من الصقر المصاب عند إجراء عملية المنظار الداخلي للتجويف البطني وفحصها مختبرياً للتأكد من الإصابة.
أما علاج الإصابة بداء الرشاشيات (الرداد) فهو صعب للغاية وفي أغلب الأحيان لا يجدي نفعاً والسبب يعود لوجود جدار ليفي يحيط مكان تواجد الفطر فيمنع وصول الأدوية إلى العامل المسبب , ولكن يمكن أن تشفى بعض الحالات إذا كانت الإصابة في المراحل،
ويمكن أن نصنف علاج مرض داء الرشاشيات (الرداد) إلى أربع مستويات تبعاً لشدة الأعراض المرضية الظاهرة على الصقر المصاب وهذه الأصناف هي:
الصنف الأول:
ويلاحظ على الصقر المصاب انخفاض في الشهية, نقصان بسيط في الوزن, انخفاض نشاط الصقر, انعدام الشهية, تقيؤ الطعام (حالات فردية). ويكشف عن هذا الصنف في بعض الأحيان عن طريق المنظار, يمكن علاج الصقر المصاب ضمن هذا الصنف.
الصنف الثاني:
وتظهر عليه جميع الأعراض في الصنف الأول وكذلك أعراض تنفسية (صعوبة في التنفس وغيرها). والكشف عن هذا الصنف يتم عن طريق المنظار وملاحظة وجود الإصابة ويفضل أن يتم تأكيدها عن طريق زرع العينات مختبرياً , علاج هذا الصنف جيد في بعض الحالات وفي البعض الآخر غير مفيد.
الصنف الثالث:
وتكون الأعراض المرضية الظاهرة على الصقر المصاب شديدة وهي صعوبة في التنفس وعدم قدرة الصقر على تحمل أي مجهود خلال الطيران والتدريب, انعدام الشهية, تقيؤ الطعام, انخفاض شديد في الوزن. ويمكن الكشف عن هذا الصنف عن طريق المنظار وملاحظة وجود الإصابة على الأعضاء الداخلية , كما يمكن أن تظهر بشكل واضح عند استخدام أشعة أكس (X-ray) , العلاج في أغلب الأحيان لا يجدي نفعاً في حالات الإصابة بهذا الصنف.
الصنف الرابع:
وتظهر على الصقر المصاب معظم الأعراض المرضية التي ذُكرت سابقاً للمرض وفي أغلب الأحيان تؤدي إلى نفوق الصقر بشكل سريع.
ويمكن تقليل فرص الإصابة بمرض داء الرشاشيات (الرداد) عن طريق تجنب أي عوامل أو مسببات من شأنها أن تقلل من مناعة الصقر كالإجهاد ونقص التغذية والإدارة السيئة والتي تتضمن (عدم تنظيف غرف التربية والتكاثر وكذلك الأدوات المستخدمة للصقور كأواني الشرب والأوكار , التهوية والرطوبة السيئة لغرف التربية والتكاثر, وغيرها) كما يجب فحص الصقور باستمرار للتأكد من عدم إصابتها إضافةً إلى فحصها قبل شراءها أو اقتناءها أو استيرادها وفي حالة التأكد من إصابة أي صقر يجب عزله بشكل كامل عن بقية الصقور إضافةً إلى عزل جميع الأدوات المستخدمة لإطعامه وأواني الشرب والدس والوكر والبرقع وغيرها.