المقيض هو عملية سنوية دورية تبدأ من شهر مارس وتنتهي بنهاية شهر سبتمبر يقوم خلالها الصقر باستبدال ريشة القديم عن طريق طرحه (حذفه) لينمو محله ريش جديد , وكما هو معروف فإن جناح الصقر يتألف من (22) ريشة منها (10) ريشات تدعى بالابتدائية وتقع على الجهة الخارجية للجناح و (12) ريشة تدعى بالثانوية وتقع على الجهة الداخلية للجناح , أما الذيل فيتكون من (12) ريشة فقط.
يبدأ الصقر بطرح (حذف) ريشة واحدة فقط من الريش الابتدائي لكلا الجناحين إبتداءاً من منتصف الجناح وباتجاه نهايته الخارج ية , وعندما يصل نمو الريشة الجديدة إلى منتصفها على أقل تقدير يبدأ بطرح الريشة التي تليها وهذا لكي يبقى الصقر قادراً على الصيد والطيران , وتستمر هذه العملية بالتوالي وصولاً إلى آخر ريشة في طرف الجناح.
وتستغرق فترة حذف ونمو الريشة الواحدة ما يقارب (3 - 8) أسبوع أعتماداً على طول الريشة , فمثلاً نمو الريشة العاشرة (الموس) بشكل كامل يستغرق ما يقارب (8) أسابيع وذلك لكونها أطول ريشة في الجناح , وهذه الفترة (3 - 8) أسابيع تخص الصقور الصغيرة والمتوسطة الحجم (الشاهين , الحر , الجير , وغيرها من الأنواع) أما الصقور الكبيرة والعقبان والنسور فتستغرق عدة سنين لتنتهي من استبدال ريشها بالكامل.
وهنالك عوامل أخرى إضافةً إلى نوع الصقر تؤثر على الفترة التي تستغرقها الصقور لإستبدال ريشها ومنها: جودة وصحة الغذاء المقدم للصقر, طول فترة تعرض الصقر للإضاءة , شدة الإضاءة , درجة الحرارة , تأثير الهرمونات , الإجهاد الذي يتعرض له الصقر خلال فترة المقيض , تعرض الصقر للإصابة بالأمراض كالطفيليات (الديدان) , بعض الأدوية التي تؤخر فترة استبدال الريش.
ومن المهم إدارة غرف المقيض بشكل منظم وذلك من خلال مراقبة صحة الصقور بشكل دوري مع تقديم أنواع مختلفة من الأغذية المتوازنة الصحية إضافة إلى أعطاء الفيتامينات والأحماض الأمينية كما يجب تأمين البيئة المناسبة للصقور والمتمثلة بتوفير الحرارة والإضاءة والرطوبة الجيدة إضافة إلى الهدوء وعدم تعريض الصقر لأي إجهاد , حيث ستنعكس المشاكل التي يتعرض لها الصقر خلال موسم المقيض على نوعية الريش الجديد وبالتالي على قدرة وقابلية الصقر على الطيران خلال موسم الصيد القادم.
ومن الضروري فحص الصقور قبل إدخالها إلى غرف المقيض وبعد إكمالها فترة المقيض للتأكد من سلامتها وعدم إصابتها بأي أمراض قد تؤثر على كل من عملية المقيض وقدرتها على الطيران والصيد.
ولا يخفى على الجميع أن فترة المقيض ذات أهمية بالغة للصقر والصقار حيث إنَ عملية تبديل الريش هي بمثابة صيانة كاملة لريش الصقر , لذا الاعتناء والاهتمام بالصقور بشكل جيد أثناء هذه الفترة والحفاظ على عدم تعرضها لأي إصابات مرضية أو مشاكل غذائية أو للإجهاد يعتبر أمراً مهماً في عملية استبدال الريش ونمو ريش جديد متكامل وجيد وبدون أي تأخير , ومن أهم المشاكل والاضطرابات التي تتعرض لها الصقور خلال فترة المقيض: